COMMENT LE CHRISTIANISME S EST REPENDU DANS LE MONDE – VOIE DE DAMAS ARTICLE

Par défaut

COMMENT LE CHRISTIANISME S EST REPENDU DANS LE MONDE – VOIE DE DAMAS ARTICLE

دمشق المراة
مقتبس من كتاب دمشق المراة للمورخ جان بير فيليو كيف انتشرت المسيحية في العالم وما دور دمشق
: القديس بولص و انتشار المسيحية في الغرب
تعتبر حلب مثل دمشق ايضا من أقدم المدن العامرة , و يعود تاريخ المدينتين إلى ستة آلاف سنة أو حتى سبعة او ثمانية آلاف سنة و تتميز المدينتين برواية الاساطير القديمة عن نشأتيهما , حيث أن تلة قريبة من دمشق كان يعيش فيها قابيل كما دفن فيها شقيقة هابيل ’ بعد ارتكابه اول جريمة بالتاريخ وأما مدينة حلب فهي تفتخر بأنها استقبلت أبو الأنبياء ابراهيم الخليل …
يعود الفضل إلى المؤرخين الغربيين الذين أشاروا تحت إسم سورية تلك الاقاليم من الامبراطورية العثمانية ’ إذ أن سورية خضعت بعد حكم الآشوريين السيريان * قبل الميلاد إلى سيطرة البابليين ثم بعد ذلك في عام 539 إلى حكم الفرس الأخميدين الذين قهرهم اسكندر الكبير في عام 333 ق .م . و عند وفاة الفاتح الكبير تنافس جينرالاته على تلك الاراضي الشاسعة و كانت سورية الشمالية من نصيب السلاجقة الذين انتهوا الى تطوير مراكز عمرانية في انطاكية و في أفامية و في للاوديسيه و التي هي اللاذقية حاليا .
وهكذا … قبل نهاية 189 ق.م تمكن اسلاف السلاجقة بالسيطرة على سورية الجنوبية و امتد نفوذهم حتى مصر ، لكن مملكة أخرى نافستهم في الجنوب عرفت باسم * مملكة أنباط العرب التي كان عاصمتها بيترا* و تتمتاز هذه الفترة من حكم السلاجقة بالتيار الهلنستي الكبير على الرغم من ضعف العنصرالرومي مقارنة بعدد السكان ، إذ قهرت الجمهوية الرومية آخر السلاجقة و أقامت في عام 64 ق.م ما عرف بإقليم سورية .
و كانت إنطاكية عاصمة سورية الرومانية و لم تتوانى لتكون المدينة الثالثة لامبراطور روما أغسطين * هذه الاقاليم الاربعة التي تمركزت في سورية و التي تميزت بالاستقلالية .وهي حمص .. ارواد … ثم ديكابول * و انعكس هذا الاستتباب السلمي على المراكز التجارية بيرويا * (حلب ) و دمشق و بالميرا ( تدمر ) .
قصة رجل

وفي بلدة تارسية ،نشاأ رجل في بداية القرن يدعى شاؤول وكتانت تارسية و عاصمة اقليم روماني قريب من صقلية … كان ينتمي إلى أسرة نسبة إلى أبيه وهي قبيلة يهودية من أسباط بنيامين ،و من المحتمل جدا أن الاسم شاؤول يرجع أصله إلى اسم آخر روماني تمت فرنجته فيما بعد إلى بولص …
تلقى شاؤول الشاب الفلسفة الهلنستية وترقى في علومة خاصة في مجال الفصاحة و الدراسات الكهنوتية .. و التي أتمها في مدينة القدس ، في تلك المدينة المقدسة مع بداية الثلاثينات شارك بولص بعمليات اللاحتجاج التي واجهت بداية نشوء كنيسة القدس … كما ا تورط في عمليات التصفية و التي ضحيتها عدد من الشهداء الاوائل أنصار خدم المعبد اليهودي في القدس ، و يروي الاب لوقا * عن أعمال الحواريين و هو أحد رواد الانجيليين الاربعة ، إذ أكدت كتاباته على أهمية القديس بولص في إعلاءالرسالة الدينية ..
ولا شك انه كان من عداد اليهود المتعصبيين على الجماعات الدينية المسيحية و التي جرمها المعبد اليهودي ، وبرز حماسه أنه تلقى مهمة من أساقفة الربابنه في القدس بان يوسع حملته لمكافحة المسيحية وداخل كنيس دمشق ، و منذ ذلك أطلق على مهمته -طريق دمشق- حيث عاش بولص تلك التجربه الصوفية و التي ورد ذكرها في الفصل الثاني و العشرين من الاانجيل والمخصص لنشاط الحواريين . و يروي بولص فيها ( انه بينما كان في طريقة إلى دمشق سطع في وجهه نور كبير مصدره السماء و يقول : لقد شعرت أن النور قد لفني من كل الاتجاهات حتى وجدت نفسي جاثما على الارض و سمعت صوتا يناديني ! أنت شاؤول .. ياشاؤول لماذا تريد اضطهادي ؟ من أنت ياسيدي ؟ فأجابني : أنا يسوع من الناصرة و الذي تسعى انت للقضاء عليه … )
سمع هذا النداء من كان حولي لكنهم لم يسمعوا صوت الهاتف عندئذ حدثت نفسي ماذا أفعل ياربي ؟ و أجابني الرب انهض و توجه إلى دمشق و هناك سيقولون ماذا تفعل و بما أنني لم أكن أرى شيئا بسبب شدة الضياء ، التف هؤلاء الناس حولي ومسكوني و هكذا وصلت إلى دمشق …
وكان يعيش في مدينة دمشق كاهن يدعى حنانيا يعيش عيشة من الزهد و التقى يعترف به كل اليهود الذين قاربوه …
و أدلوا بشهادتهم ..توجه نحوي مخاطبا ( أنت يا أخي شاؤول لتعد إليك البصيرة ، إلى أن نظرت إليه قائلا : لقد خصك الرب بمهمة سامية كبيرة لأن ترفع الحق ولان تسمع الكلمات التي نطق بها و لتكن شاهدا أمام الملأ عن الأشياء التي رأيتها و ما سمعتها …
ثلاث تأويلات لطريق واحد :
ليس من المعقول أن يبوح بولص بهذه التصريحات التي جاء ذكرها في الفصل 22 من إنجيل لوقا ، وفي عام 57 أي بعد عشرين عاما من رؤيته السماوية و التي أطلق عليها على طريق دمشق ، فإن بولص كان محط انتقادهم في فصل آخر من الإنجيل حيث اتخذ موقفا في معبد القدس ، مناصرا لرسالته لكنه اتهم بالكفر و بإدخال الكفرة إلى المعبد المقدس لكن تدخل الجنود الرومان لصالحه قد أنقذه بعد أن جروه و سجنوه في القلعة القريبة من دمشق . لكنه من الصعب علينا أن نؤمن أن رؤية بولص في هذا الخضم و ظروف الرواية التي جاء على ذكرها الإنجيل أن يكون نوعا من الوحي السماوي لكن لوقا الذي كان أحد الحوارين الذي خط بريشته فصول الرواية توصل في نهاية المطاف إلى استخلاص عبرتين من هذا الصرح الروائي وهما طريق دمشق الذي خص له الفصل السابع من الكتاب ، وما ذكر فيه من تفاصيل دراماتيكية و الذي طورها الوعي الشعبي … وهي بالتالي خلاصة الفصل السادس و العشرين الذي ركزت بشكل خاص على الرؤيه بحد ذاتها وكما قال بولص في رسالته على لسان يسوع المسيح مخاطبا اياه : أنا يسوع المسيح و انت تضطهدني ) انهض وقف على قدميك لأنني قد أرسلت اليك لكي أستوزرك و لتكن شاهدا على ما رأته عينيك وما لاحظته أنت … لقد اخترتك من بين هذا الملأ و وسط هؤلاء الكفرة لكي تفتح أعينهم و تخرجهم من الظلمات إلى النور بعيدا عن غواية الشيطان وصولا إلى رحمة الله … و لكي يدرك هؤلاء من خلال إيمانهم بي ا مقدرة لعفو عن الخطايا و التخلص من هذا الإرث الثقيل الذي حملوه .
وتجسد هذه الرواية رؤية بولص السماوية لترفع من مكانته ببن صفوف الحواريين الإثني عشر … و ليكمل بالتالي رسالة يسوع المسيح الى تلك الأمم الملحدة ،
وعززهذا الاتجاه قرار القديس بطرس و كنيسة القدس بلقطع الجسور مع اليهودية … لكن حذار الاسترسال في نفسير هذا المقطع تفسيرا خاطئا و القائل بأن شاؤول من بلدة ترسي* الذي استعاد بصره في دمشق وقد تم تعميده من قبل كاهن ورع ، و تبقى رسالة بولص كونه يهوديا آمن بأن يسوع المسيح هو الرسول المنتظر ، و بهذه الرؤيا تفق بولص مسيرته على درب دمشق …
أفكار الراهب حنانيا : يؤكد الفصل التاسع عن أعمال الحوارين على أهمية الراهب حنانيا و الذي يطلق عليه بالفرنسية أنانية* وقد وهب طاقات هائلة ، و كما جاء بالرسالة توجه ياشاؤل إلى الطريق المستقيم و ابحث عن بيت يهوذا لتجتمع برجل يسمى شاؤل من بلدة ترسي * هذا الطريق المستقيم و الذي عدله الرومان على بعد أكثر من كيلومتر واحد ليغدو طريق الحق و المسيحية في العالم …و بعبور شاؤل دمشق من غربها إلى شرقها إكتشف آثارا ً ذات سمتين أساسيتين : في طريقه إلى إعلاء كلمة الحق و ترسيخ الرسالة .
و يضيف الفصل التاسع من الكتاب المقدس بأن حنانيا قد التقى شاؤل وقد فقد بصره بعد تجربته الصوفيه التي عانى منها ، و تضيف الرواية بأنه مسح بيدية على عينيه و هكذا استعاد بصره و نهض على قدمية ثم تم تعميده حسبما هي التقاليد المسيحية ، و تواصل المصادر القول أن شاؤل عندما خرج من سوريا ذهب إلى العربية السعودية و التي عرفت بالمملكة النبطية و كانت عاصمتها البتراء و التي امتدت على تخوم دمشق لمسيرة ثلاثة أيام ….
لكن هذه البعثة التبشيرية و التي قام بهاشاؤل لم تترك أي أثر ، ولا تبدو سوى مسحة روحية في الصدمة التي واجهها و التي عرفت في رسالته ( طريق دمشق ) ، و أن بولص عاد إلى دمشق وقام بدور الكاهن في معابد المسيحية خلال سنتين ، و الفصل التاسع من الكتاب المقدس لا يروي الكثير عن رحلته إلى الأنباط ، ولا يعتبرها سوى مغامرة أفضت إلى رجوع بولص إلى دمشق ، و المهم أنه قاوم المد اليهودي و أثبت أن يسوع هو المسيح و لهذا السبب عقد اليهود العزم على التخلص منه و قتله ، و أن مآمرتهم هذه أودت إلى الإعتراف بنبوته … ففرضت حراسه شديده على مكان إقامته إلى أن استطاع أنصار الراهب حنانيا بتهريبه في سله أدلو فيه في سور دمشق و هكذا نجا بحياته من بطش اليهود .