مان
مالي أنظر في وجهها لأرى صورتي .. سحبتني الأيام على ماض .. بعده كبير وحاضره جميل ,, ولكن ! لا أرى في محياها ما قد ملكته وتمتعت به في تلك الأيام الغابرة…
الإطمئنان والحب البرئ لمن حولي ,, وقد أعطوني منه الكثير …
الى أن فاضت به جوارحي , ويمكن أن تنهل منه كل نفس مشرقة …
لا أحب بل وأكره ما يسمونه هؤلاء الأطفال بالمتعه … اه ياريتهم يعرفون أو تعلموا ما متعتهم .. أنادي ربي الذي يسمع دائما هتافا من داخلي » مولاي ! ارحمني لا أحب حبهم
إنه يعذبني .. يشقيني بل ويؤلمني … أريد أن ألجأ إليك لتخلصني من طريقة حبهم الخاطئة
بحياتي … وبعد مماتي ارحمني من عذاب كتبته عليّ ..
من خلال وجهها ..فهو وجهي الذي يعكس أيامي الحاضرة …
فهذا تيار قوي … يخالط الأمواج .. ويعلوّ بها إلى أن يختفي مركب أيامي تحت وطأته الجارفة .. هل أستحق ما كتبته عليّ من وحدة ؟؟ من بعد … من الآم تمزق أحاسيسي …
لماذا ؟ لأتعلم وبنظرة إلى وجهها … كم تمتعت في أيامي الغابرة !!
لا أعرف من الهموم إلا غيمات عابرة ..
سألتك ربي وبكل قوتك الخارقة … أن تمنح الأطفال .. ما نعمت به في أيامي الغابرة …
الحب البريء .. نعمة لكل طفل سعيد .. تلقفته يد الأيام الدافئة ..
وتبا لكل من يبخل فيه على أجيالنا القادمة …
فاطمة الحسامي – جنيف سويسرا في 4 – 6 – 1996