Miroir et Femme – الرضى أمام المرآة

Par défaut

lemirroir

الرضى أمام المرآة …          

 

كيف ترى النساء المراة هل هي كراهيه لرابطة مشتركه ؟ دعونا نلقى نظرة الى هذه العلاقه بين المراة والمراة من خلال نظرة ثلاث سيدات وانطباعاتهن وهل تنشا تلك العلاقة المحببة وما هو سر هذه العلاقه ؟

 

مقالة مترجمة كتبتها فاطمة الحسامي

لماذا ترى العديد من النساء في المرآة أداة لتعذيبهن ؟ تقول غلادي سيده وعمرها ثلاثون عاما ً: » أتجنب رؤوية محيايّ . » .. غالبا ً لا أرى في محيايّ ما يثير الرعب في ذاتي , و أحيانا ً أخرى مخيفة لهواجسي , وهذا ما يحبطني . لا أحب أسناني .. ولا حتى بشرتي ولست راضية عن جسدي . »

و تبقى المرآة هي البرهان بالنسبة ل ماري وعمرها خمس وخمسين سنة اذا تقول

: » أحزن كلما نظرت إليها وبنسبة لا تقل عن مرتين من ثلاثة أقول لنفسي :  » ما هذه السحنة !  » ولطالما ترددت هذه العبارات كلما اقتربنا من هذا الموضوع . وكل منهن يكمن في ذاتها المشاكل حول صورتها لدرجة لا تتساهل فيها وأحيانا ًو بقسوة بمثل هذه الأحكام .

ما الذي عليّ فعله كي أبدو مشرقة و أقل قسوة بالأحكام على صورتي ؟

… سنذهب للبحث عند طبيب نفساني لعله يبعث في نفسي تلك النظرة المرضية الواثقة بين السيدات . إن ثلاث السيدات يجعلهن عملهن كثيري الإهتمام بمظهرهن وبصورتهن فإما أن يرفضن أو يقبلن من خلالها : ( الممثلة .. عارضة الأزياء .. والصحفية ) .

كانت صورة المرأة في الخيال البلوري ولا تزال موضوع قلق الرسّام لعصور … وبالنسبة إليه إذا ما نظرت المرأة إلى نفسها في تلك المرآة ما هو إلا ّ انعكاس يظهر أنوثتها .

دون الحب … الحياء :

 

أوضح الطبيب النفساني فريدريك نيو قائلاًََ: » تظهر المرآة أول ما تظهر خيبتنا المبكرة … ونبحث عن تلك النظرة المتقاربة مع توجيهات الأم .. وغالباَ , ما يشعر هؤلاء الأشخاص أمام انتقادات ذويهم المحرجة بالضعف . .. لقد شيدوا على الواجهة الفارغة, يودون طمرها والخلاص منها أحيانا ً بأساليب قمعية وبكل أنواع وأساليب الإتكاليّة منها : الكحول .. الأفلام الفاضحة أو الجراحة التجميليّة وما المانع لفعل ذلك ! »

ومن منا لم تخامره الرغبة في محاولة لتصحيح صورته لتوافق ما يجده في مثاله الخياليّ.

 » لكن إذا ما أخذنا طريقة الجراحة التجميليّة فاننا نستبق الزمن , وبذلك نقتطع صورة من الماضي , وهذا أيضا َ ما يجعلنا ميالين للإتكاليّة … وربما للصورة التي اقتطعت! هذا ما نبّه إليه الطبيب النفسي . حين قال :  » غالبا ما يعترينا شعور بالإثم عند النظر إلى المرآة . … الحياء من الخسران أو بكل بساطة يمتلكنا شعور بالإحتفاظ … ثقافتنا لم يحكم عليها بفقدان النرجسيّة ( حب الذات الجماليّة )

وهذا هو الحال بالنسبة لعائلة ماري : » يدور في ذهني دائما ً الفكرة ذاتها وهي ,, أن لا ننظر إلى المرآة فهذا مظهر خارجي … وغالبا ً ما تسخر مني والدتي عندما تراني أفعل ذلك . فهي لا تهيء لنا الهدايا ولربما بفعلها ذلك لتظهر لنا عيوبنا … وأذكر أني سمعتها تقول لأختي  » أن عيناها صغيرتان كعينا خنزير . » وهذا ما يطرد الثقة من نفسك !!

الصورة والبعد الإنساني

غالبا ً ما نقّر أن بعداً ما يتواجد بين الصورة الذهنيّة ( الرأي ) وبين تلك التي تعكسها المرآة وتقول روبيرته وعمرها خمس وثلاثون عاما ًوهي تعيش هذا الفارق اليومي : » في ذهني تنطبع تلك الصورة لشكل جسدي وعمري ثمان عشرة سنة عندما حزت على جائزة في الجمال , لكن ما إن وقفت أمام المرآة حتى رأيت الفوارق وبنظرة شاملة أكتشف أن لديّ ما يمكنّي لتحليل جوانب الجمال : لا أنظر سوى إلى رأسي والذي قد تغيّر , لا إلى جسدي . » ولكي أعيد النظر ولأتفهّم …. إن سابين « مولعه بشراء الحاجيات الشخصية  » وتصطحب سيدات لاستشارتها … تفتح السيدة الشابة خزائن زبائنها وتساعدهم على تمحص مسائلهم , ومن ثم تصطحبهم إلى بيوت الأزياء لاختيار الملابس التي تليق بهن . فعمليّاً لا تعطيهم مظهرا ً خارجيا ً مغايراً كما يتم على الشاشة الصغيرة , وإنما تعمل ضمن وتيرة زمنيّة محددة : » غالبا ً , زبائننا ما يحتاجون إلى تجديد صورتهم في الأناقة : » إن تغيّر شكل الجسم لأسباب منها الحمل , أو انقطاع الطمث. يتسبب ذلك بتواجد القلق عندهم لما آلت إليه الصورة الجديدة . »

وهذا ما شرحه الخبير القانوني عندما توصل

الى دراسة للصورة والفوارق وما هذه الدراسة إلاّ عمل رائع ودقيق في ذات الوقت … » إذا كانت سيدة غير راضية عن شكل ساقيها , سأعمل ما بوسعي معها لأوضح لها ما تنعم به من عناصر جماليّة في انوثتها , فعند تحضيرنا للملابس نختلق كل الموجبات الجماليّة و نوضحها كما يفعل المهندس المعماري أو الرسّام ليجد الصورة المتوقعة , فنحن نعمل جاهدين سويا ً لنجد التناسق ! . »

الشك هل صفة أنثويّة ؟

ونتفق على أن للرجال وجهات نظر مباشرة وتقنيّة مع المرآة , وبأنهم أقل من المرأة حساسية وتعاطفا ً . لا يتوضح الرجل من مظهره الخارجي , لكن بوضعه الإجتماعي أيضا ً . » هذا ما أقرت به سابين . لكن من الممكن أن يكون لهذه   الآراء عامة دائما ظلالاً من الفوارق :  » تضاءل الفرق بين الرجل والمرأة « , هذا ما لمّح إليه فريدريك ليو , » ويزداد اعجاب الرجل بالصفات والميزات عندها وعلى الإثر … عليه أن يتحمل الشك في جوانب من داخله .. والشك ما هو إلا ّ من الميزات الأنثوية خلاّقة و معطاءة ! ولا ينحصر هذا الأمر عند ذاك , بل يؤخذ أيضا َ بمحمل العبء والهم . والبرهان على هذا التغيّر تراءى للرجل أيضا ً وهدفه تصنيع المواد التجميليّة : » إن هذه المؤسسة التي تلقى رواجا ً استهلاكيا ً على يقين بأننا جميعاً نفتقر لتلك الرغبة في طمر حب الذات الجماليّة وصفاتها المغرية تحثنا على استهلاك منتجات التجميل لتزرع داخلنا فكرة الحاجة إلى الجمال ! ( الله جميل ويحب الجمال )

مجرد انعكاس

 

على المرايا أن تفعل ما بوسعها قبل أن تعطيك الصور , هذا ما قاله جان كوتو , وإلاّ سيكونوا على خصومة معك . وعلى إثر ذلك لن تكترث بالمرآة : » إني أعي تماماً … إنها صورتي وليست شخصيتي وليست أيّ ٍ كان من الصور . »

إننا لا ننظر أبداً إلى شخص ما عن كثب ولمدة طويلة ولا يتم أن ينظر شخصا ً إلينا

بهذه الطريقة التشخيصيّة . إننا في حياة ٍ ملؤها الحركة والنشاط ولسنا مسمرين …

وعندما أنظر في مرآتي لأصفف و أرتب مظهري لا بد أن أضيف الرأفة في أحكامي على مظهري  » … هل تَصدق المرايا ؟ إنها مسألة حسن نظر … أحيانا ً تبدو الصورة الحقيقية معاكسة للواقع وأحيانا ً صورتي تظهر بدينة .

في عيون الآخرين

 

ما الواجب عمله حتى لا نعتاد كثيرا ً على المرآة ؟  » إذا أردنا ذلك لا بد وأننا في أمس الحاجة لقوة الشخصيّة والقناعة في حال الوصول إلى الشك والريبة . « 

و أحيانا ً نعتمد على رأي الآخرين في حسن مظهرنا.. و هذا ما يقلل ترددنا عليها وكلما حصلنا على هذا التأكيد الحسن قلَّ تقربنا منها . » وهذا ما أكده فريدريك نيو قائلا ً: » ليست المعجزة التي ستحملنا على البعد عنها وأفضل وسيلة للإبتعاد عن المرآة هو النظر في العيون المحبة وهي الطريقة المثلى ففي المرآة يسكن رأي المحب المنتظر !! »

                 11.02.2010

ترجمة فطمة حسامي

من مجلة المرأة FEMMINA